نعيش اليوم كأمة أحداثاً مفصلية بشكل متسارع.. ومع كل حدث جديد تتزاحم الأسئلة؛
كيف يمكننا أن نفهم مايدور حولنا ؟ ماهو تعريف النصر وماهو تعريف الهزيمة؟ كيف نتلقى المصائب التي تحل بالمسلمين؟
فلعلك تنكر نفسك وأنت تشاهد تلك الأهوال في أرض الرباط، ولربما استعصى عليك فهم سرعة الفتح في سوريا وحدوثه بعد يأسنا منه!
وبين هذه الأسئلة المؤرقة والشعور المضني، تسأل: ما هو المخرج؟
في الوحي حديث عن حكمة الله وطريقته في تدبير كونه، سنن ثابتة، تنطبق علينا كما انطبقت على الأمم التي قد خلت من قبلنا، منها نصره لأنبيائه بعد طول البلاء، وسنته في إهلاك أعدائهم بعد الإمهال والاستدراج، واليوم وعينا بهذه السنن مهم، كيف ذلك؟
بعد 32 يوماً من طوفان الأقصى أنهى الشيخ أحمد السيد كتابه (السنن الإلهية وأثرها في فهم الواقع والعمل الإصلاحي) لينبهنا إلى أهمية الوعي بالسنن الإلهية، فالوعي بها يخرجنا من ضيق الأزمة التي تحيط اليوم بالمسلمين من كل جانب إلى سعة الحكمة، ويضع المؤلف قواعد منهجية عامة للتعامل مع السنن وفهمها، منها: أن موضوع السنن الإلهية هو من مركزيات الدين وأصوله، وهناك قاعدةٌ أخرى تتضح في هذه الجملة المقتبسة من الكتاب:
“إن السنن الإلهية مرتبطة بالواقع ارتباطاً وثيقاً، ولا يمكن التفاعل معها وبناء الإصلاح على ضوئها إلا بوعي واسع بالواقع الذي تتنزل عليه هذه السنن”
السنن الإلهية وأثرها في فهم الواقع والعمل الإصلاحي،ص31
وهنا تنبيه إلى أن كثيراً ممن تناول موضوع السنن الإلهية، غفل عن الضبط المنهجي لفقه السنن، ما أدى لخلل منهجي في تنزيلها على الواقع، كانت نتيجة ذلك الخلل: إما التفاؤل المفرط أو اليأس والإحباط، ولذا يضع الكتاب ضوابط منهجية لفقه السنن عامة، وفقه كل سنةٍ على حدة.
واليوم.. تشتد الحاجة بالمسلم المصلح إلى أن يحوز نصيباً من الفقه بالسنن الإلهية، ويدرك أثرها في الواقع!